الملك الحكيم
ذهب أحد ملوك الفرس إلى الصيد يومًا لقنص الطيور والحيوانات. ولمّا تعب وجاع قعد قرب نبع ليستريح ويتناول غداءه، وكان النهار قد انتصف، فأمر بتحضير الطعام وإعداد بعض الطرائد التي اصطادها بنفسه، فبادر الطاهي إلى العمل، فشوى اللحم وقدّمه بدون ملح.
طلب الملك من أحد رجال حاشيته أن يعرّج على بيت في القرية المجاورة ويأتيه بالملح اللازم، وأوصاه أن يدفع ثمنه كاملًا، وألحّ عليه في التوصية.
هزّ مرافقوه رؤوسهم متعجّبين من اهتمام الملك، بدفع ثمن تلك المادّة الرخيصة، التي لا يُؤبَهُ لها. فالتفت إليهم وخاطبهم قائلًا:
- "على الملوك أن يكونوا القدوة للناس ومثال العدل".
فإن مرّ ملك ببستان لا يملكه، وقطف من ثماره ليأكلها بدون حقّ، فوزراؤه لا يتورّعون عن قطع أشجار ذلك البستان.
وإن سوّلت لقائد نفسه بأكل بيضة من بيض مربّي الدجاج، فإن جنوده يتجرّؤون على الاستيلاء على جميع ما في مزارب هؤلاء من طيور.
المغزى: الناس على دين ملوكهم.
يوسف س. نويهض